موضوع حول التدخين

يعتبر التدخين أحد أبرز الآفات الصحية التي تغزو العالم بشكل عام وبلادنا العربية بشكل خاص، حيث يرى البعض فيه وسيلة لتفريغ الطاقة السلبية ويدخن البعض من باب التقليد لأقرانهم ولأفراد مدخنين من أسرهم، متجاهلين مدى خطورة هذه العادة غير الصحية والتي ينتج عنها العديد من الأمراض الخطيرة التي لطالما أودت بحياة ملايين الأشخاص حول العالم، ومن هذا المنطلق أطلقت منظمات الصحة الدولية والإقليمية والمحلية ناقوس الخطر وطالبت بالإقلاع عن هذه الآفة التي يُدمن عليها ملايين الأشخاص، حيث تقوم على آلية احتراق مادة التبغ التي ينتج عنها النيكوتين المسؤول عن تخدير المخ، وبالتالي تصبح مع الوقت عادة يصعب على الأشخاص التخلص منها، ونظراً لخطورتها سنقوم بتسليط الضوء بشكل موسع في هذا المقال حول التدخين، أنواعه، وأضراره.

يقول تعالى في كتابه العزيز: " ظَهَرَ الفَسادُ في البَرّ والبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أيْدي النّاسْ" وينطبق ذلك على آفة التدخين بأنواعه، والذي يعتبر من المفاسد التي ابتدعها الإنسان في عالمنا المعاصر، وللتدخين أنواع عديدة تتمثل فيما يلي:

• السجائر: يعتبر هذا النوع من التدخين الأكثر انتشاراً وشيوعاً بين المدخنين في مختلف فئاتهم العُمرية، وقد يصل معدل عدد السجائر التي يتعاطاها المُدخن إلى عشرين سيجارة يومياً، أي ما يعادل علبة سجائر يومياً، وأكدت الأبحاث الطبية في هذا الصدد على أن السيجارة الواحدة تحتوي على ما يقارب ثمان وأربعين مادة مُسرطنة، وإن هذا النوع من التدخين يعتبر من أبرز العوامل المسببة لمرض السرطان بأنواعه المختلفة، وخاصة سرطان الرئة وأمراض القلب والشرايين.
• السيجار: النوع الأقل رواجاً وشيوعاً بين الناس، وذلك نظراً لغلاء سعره ولصعوبة الحصول عليه، ويُعتبر هذا النوع الثقيل من أنواع التدخين مُسبباً رئيسياً لأمراض الشفة واللسان وسرطان الفم بشكل خاص.
• الغليون: إن هذا النوع يُعتبر من الأساليب القديمة للتدخين مقارنةً بغيره، وتتعدد أشكاله وأنواعه، ويعتبر من أبرز مسببات الأمراض الخطيرة كالسرطان وانسداد الشرايين وغيرها.
• الشيشة أو النرجيلة: إن هذا النوع شائع الانتشار وخاصة في أوساط العالم العربي والخليجي والمصري على وجه التحديد، وقد أثبتت الأبحاث الطبية بأن تدخين الشيشة الواحدة يُعادِل تدخين مئة سيجارة، ويُعتبر هذا النوع من التدخين الأكثر فَتكاً بصِحة الإنسان، باعتباره بيئة خصبة لتراكم الجراثيم ووسيلة جيدة لنقل الأمراض، ويشترك مع أنواع التدخين الأخرى في التسبب بالأمراض الخطيرة، بل ويفوقها خطورة.

لقد أجمع فقهاء وعلماء المُسلمين على أن التدخين محرم تحريماً قطعياً، فهو بمثابة قتل بطيء للنفس، لما يَحمله من أذى للصحة البَشرية التي حثنا الله على المُحافظة عليها، والتي سنحاسب عليها يوماً من الأيام.